كتب كمال طبيخة أن مصر وجهت نداءً إلى الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل من أجل قبول مقترح هدنة لوقف إطلاق النار في غزة، طرحته القاهرة والدوحة ووافقت عليه حركة حماس. ودعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى وقف التوسع العسكري الإسرائيلي ووقف ما وصفه بـ"الجرائم الفاضحة" في القطاع والضفة الغربية، مؤكداً أن الوضع الإنساني بلغ مرحلة مجاعة وفق تقارير الأمم المتحدة.

أفاد تقرير ذا ناشيونال أن عبد العاطي التقى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا على هامش منتدى بليد الاستراتيجي في سلوفينيا، حيث طالب أوروبا باستخدام نفوذها لإجبار إسرائيل على الانخراط في جهود السلام. وأوضح بيان الخارجية المصرية أن رفض إسرائيل التفاعل مع المبادرة العربية يعكس "غياب أي نية لتحقيق السلام"، في وقت تشير تقديرات فلسطينية إلى أن الحرب منذ أكتوبر 2023 أودت بحياة أكثر من 63 ألف مدني.

يقترح الاتفاق وقفاً لإطلاق النار لمدة ستين يوماً يدخل خلالها المساعدات الإنسانية بلا قيود، على أن يبدأ خلال هذه الفترة إطلاق الأسرى تدريجياً، بما يمهد لمفاوضات لاحقة نحو تهدئة طويلة الأمد. ومع ذلك، تأخرت إسرائيل في الرد على المقترح، ما أثار استياء الوسطاء في مصر وقطر وكذلك عائلات الأسرى في الداخل الإسرائيلي.

ألقى كوستا خطاباً ركز فيه على جهود أوروبا للضغط من أجل إنهاء ما وصفه بـ"كارثة إنسانية تصدم ضمير العالم". وانتقد بشدة استخدام التجويع كسلاح حرب، معتبراً ذلك محظوراً وفق القانون الدولي الإنساني. وذكّر بأن مشروع قرار في مجلس الأمن لإدانة هذه الممارسات حظي بدعم 14 عضواً، لكن الولايات المتحدة عرقلته.

وفي السياق ذاته، كشفت تقارير أمريكية عن خطة بديلة تدعو لوضع غزة تحت وصاية أمريكية لعقد كامل، مع إعادة إعمارها كمركز صناعي وسياحي، بالتوازي مع تهجير قسري للفلسطينيين إلى دول أخرى أو مناطق مقيدة داخل القطاع. وانتقد مراقبون هذه الخطة بوصفها "تطهيراً عرقياً" مقنعاً.

في المقابل، تحدث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لوسيلة إعلام يمينية، معترفاً بأن صورة إسرائيل تتراجع حتى بين الجمهوريين الشباب، بعدما كانت لوبيها "الأقوى على الإطلاق داخل الكونجرس". وأوضح أن استمرار الحرب يضر بصورة إسرائيل رغم تفوقها عسكرياً، قائلاً: "إسرائيل كانت تملك السيطرة الكاملة على الكونجرس، لكنها الآن تفقدها بشكل واضح". ومع ذلك، جدد دعمه الشخصي للدولة العبرية وهاجم الأصوات المنتقدة في الداخل الأمريكي، واصفاً إياها بـ"المجانين".

أما على الساحة الأوروبية، فتزداد خطوات الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث أعلنت بلجيكا أخيراً قرارها بالاعتراف الرسمي. ويرى مراقبون أن تصاعد هذا المسار يعكس قناعة متزايدة لدى العواصم الغربية بأن استمرار الحرب لا يهدد الاستقرار الإقليمي فحسب، بل ينسف إرث عقود من الوساطات الدبلوماسية التي قادتها مصر والأردن وشركاء آخرون.

وبين رفض إسرائيلي ومطالبة عربية وإصرار أوروبي على التهدئة، يبقى السؤال الأساسي: هل يمكن لجهود القاهرة والدوحة أن تنجح في فرض واقع جديد يوقف نزيف الدم، أم أن تعنت تل أبيب سيطيل أمد الصراع ويفاقم العزلة الدولية لإسرائيل؟

https://www.thenationalnews.com/news/mena/2025/09/02/egypt-urges-eu-to-pressure-israel-into-accepting-gaza-truce-proposal/